عيون الحقيقة

عيون الحقيقة

رام الله/

لم يكن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لعين الصحفي معاذ عمارنة إلا استهدافا للحقيقة التي ينقلها معاذ، والتي تضع الاحتلال على حقيقته المجردة أمام العالم، فهو مجموعة جنود مدججون بالسلاح يغتصبون حقوق الفلسطينيين، ويسرقون أرضه.

لكن الأسوأ من الاحتلال، هو الطابور الخامس الذي لاحق معاذ مرارا، وأصابه في عينه التي كانت تنقل مشاهد اعتداء الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية على اعتصام شعبي ضد الاعتقال السياسي في مدينة رام الله في 6 نوفمبر 2014.

كما عادت أجهزة السلطة ولاحقت معاذ واعتدت عليه بالضرب في 20 سبتمبر 2017، حينما كان ينقل حقيقة هذه الأجهزة التي قمعت مسيرة مناصرة للمسجد الأقصى في بيت لحم، وعادت واعتدت على من تظاهروا احتجاجا على هذا الاعتداء !!.

ولم تكتف بذلك، بل اعتقلته أجهزة السلطة على خلفية عمله الصحفي، مع كل ما تحويه سجون السلطة من أساليب تعذيب وحشية.

وفي 15 نوفمبر 2019، أكمل الاحتلال الإسرائيلي ما قام به الطابور الخامس، وأطلق رصاصه الغادر في الخليل على عين المصور عمارنة، ليقتلعها، ويظن أنه قد فقأ عين الحقيقة.

عين الحقيقة التي حاولت السلطة قلعها باغلاق ثمانين موقعا إلكترونيا على دفعتين عامي 2017 و2019، بينها موقع الشاهد.

وهي عين الحقيقة التي حاولت السلطة قلعها حين اعتقلت معاذ علي خلفية عمله الصحفي، ومثله العشرات.

وهي عين الحقيقة التي تحاول السلطة قلعها بملاحقة الصحفيين في المحاكم الفاسدة، فيجد الصحفي نفسه في دوامة من المحاكم غير القانونية، تمتد شهورا وسنوات، أو قد يجد القرار جاهزا.. حسب الطلب .

عين الحقيقة هي التي تحاول السلطة الفلسطينية قلعها جنبا إلى جنب مع الاحتلال الإسرائيلي بالطلب من شركة فيسبوك، اغلاق الصفحات المزعجة، التي تذكر الجانبين بانتهاكاتهم لحقوق الإنسان.

عين الحقيقة التي يسعى الاحتلال لقلعها بقصف المؤسسات الصحفية وقتل الصحفيين، فيما تقوم السلطة نفسها بمنعها من العمل واعتبارها صحافة محظورة !!.

عين الحقيقة التي يسعى الاحتلال والسلطة بعد حظرها وقصف مكاتبها، واعتقال صحافييها، لنشر وسائل إعلامه هو التي تنشر الأكاذيب والاشاعات وأنصاف الحقائق.

إن اغلاق المواقع الإلكترونية وحظر العمل الصحفي واعتقال الصحفيين واستهداف كاميراتهم، سواء من الاحتلال أو السلطة، هو محاولة بائسة لقلع عين الحقيقة.. ولن يكون لهم ذلك.

إغلاق