معادلة الخليل – جنين تثبت حقيقة وجود السلطة ووظيفتها

معادلة الخليل – جنين تثبت حقيقة وجود السلطة ووظيفتها

الضفة الغربية – الشاهد| صورةً مأساوية وسوداوية تعيشها الضفة الغربية في ظل الارتفاع الكبير للجرائم وغياب الأمن بسبب عجز السلطة في توفيره للمواطنين، في المقابل سخرت تلك السلطة عملها في ملاحقة المقاومة وحماية المتنفذين فيها.

وأظهرت معادلة الخليل – جنين حقيقة دور تلك السلطة ووظيفتها التي وجدت من أجلها، ففي الوقت الذي تشهد فيه الخليل تصاعداً للجرائم والشجارات وعلى مدار الساعة، بسبب تعمد السلطة إدخال الأسلحة للعائلات وامتناع تلك السلطة في إرسال عناصرها في الخليل، لم تقم بمحاسبة أي من قادتها بسبب الفشل في ضبط الأمن.

في المقابل، فقد سارعت السلطة ورئيسها محمود عباس على إقالة قادة أجهزة السلطة في جنين، بعد طلب من الاحتلال وذلك بعد ساعات فقط من ظهور عناصر من المقاومة في جنازة وزير الأسرى السابق وصفي قبها في جنين.

لم يعد قراراً فلسطينياً

وعلق الناشط ضد الفساد فايز السويطي على ما يجري قائلاً: "لم يعد القرار فلسطينياً.. في الخليل قتلوا نزار بنات والمتورطين معروفين من الأجهزة الامنية ولم يقال أحداً، وحصل فلتان أمني خلخل النسيج الاجتماعي والأجهزة الأمنية تتفرج ولم يقال أحداً".

وأضاف: "بينما في جنين ظهرت بضعة أسلحة في جنازة القائد الوطني وصفي كبها فصدرت الأوامر بإقالة قادة الأجهزة الأمنية وإرسال تعزيزات أمنية.. أجزم أن الأوامر صدرت من الاحتلال".

وختم قائلاً: "المعادلة واضحة السلطة تحمي الاحتلال مقابل أن يحمي الاحتلال المتنفذين في السلطة ولو راح الشعب في ستين داهية".

فشل السلطة في توفير الأمن

هذا وحملت مؤسسات وشخصيات فلسطينية ما يجري في مدينة الخليل من فلتان أمني للسلطة وأجهزتها الأمنية، وذلك بعد فشلها في فرض الأمن والقضاء على الفلتان المتواصل.

وقال وليد الطويل أحد وجهاء عشائر الخليل "إن90٪ من الفلتان الأمني الذي يجري بمدينة الخليل تتحمل مسؤوليته السلطة، وذلك بسبب حالة التراخي الأمني".

وأوضح أن اشتية ضحك على الأهالي بعد إعلانه عن نيته 200 عنصر إضافي للمحافظة، مشدداً على أنه الأهالي لم يشاهدوا أي زيادة في العناصر.

وحمل سدر اشتية وأجهزته والمحافظة ما يجري في المحافظة، معتبراً أن اشتية ضحك على أهالي الخليل بزيارته ووعوده الخداعة.

جنازة وصفي قبها

وعبر الاحتلال عن صدمته من إعادة المقاومة تشكيل خلاياها في جنين، وخاصة في المخيم، كما استشاط عباس غضبا من المشاركة الواسعة للمسلحين والمواطنين في جنازة تشييع القيادي في حماس وصفي قبها في المخيم.

وأعلن عباس فورا تغيير كل قادة الأجهزة الأمنية في جنين، عدا قائد الشرطة، وتكليفهم بمهمة واحدة رئيسية هي القضاء على المقاومة.

يأتي ذلك فيما فشل الاحتلال في القضاء على المقاومة في المخيم، واصطدم معها عدة مرات مؤخرا، وأعلن تفكيك شبكة مسلحين لحركة حماس.

كما فككت الأجهزة الأمنية شبكة مقاومة مماثلة لحركة الجهاد الإسلامي، في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال. وشنت قوات الاحتلال والسلطة بشكل متناغم حملة واسعة على تجار السلاح، خشية وصول السلاح للمقاومين.

إشادة إسرائيلية بالسلطة

أشادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية برئيس السلطة الذي أصدر تعليماته للأجهزة السلطة بشن عملية أمنية في مدينة جنين بالضفة الغربية، تستهدف عناصر المقاومة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وقال محرر الشؤون العسكرية للصحيفة الأحد:" إن عملية السلطة ضد حمـاس والجهـاد في جنين هي تذكير لكل من قلل من شأن العلاقة المهمة مع أبو مازن".

وكانت ذات الصحيفة ذكرت في وقت سابق أن الحملة الأمنية التي تشنها السلطة وأجهزتها الأمنية في جنين تأتي بهدف إعادة حكمها إلى المدينة ومخيمها والقرى التابعة لها، وذلك في ظل تصاعد قوة المقاومة الفلسطينية فيها.

وتوقعت أن تستمر العملية الواسعة التي تقوم بها السلطة في جنين لأسابيع، بهدف إعادة حكمها هناك.

وذكرت القناة 12 العبرية أن اللقاء الذي جمع بين رئيس جهاز الشاباك الجديد رونين بار ورئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس في رام الله قبل أيام جاء لتحقيق مطالب عدة تطالب بها إسرائيل.

وأوضح المراسل العسكري للقناة نير دفوري أن تلك المطالب تتمثل في ضبط السلطة الأوضاع الأمنية في جنين والخليل، وذلك بعد ظهور مسلحين من الجناح المسلح لحركة حماس مؤخراً في جنازة القيادي في الحركة وصفي قبها بجنين.

ووصف دفوري أن اللقاء الذي جمع بين الطرفين كان إيجابياً جداً، وطالب خلاله بار من عباس تعميق التنسيق الأمني وإعادة السيطرة على جنين والخليل.

إغلاق