أميكرون.. متحور يلغي لقاءات السلطة التطبيعية مع الاحتلال

أميكرون.. متحور يلغي لقاءات السلطة التطبيعية مع الاحتلال

رام الله – الشاهد| في الوقت الذي كان فيه قادة فتح يعدون عدتهم لعقد لقاء تطبيعي جديد مع الاحتلال أول من أمس، سدد لهم المتحور الجديد لفيروس كورونا المعروف باسم "أميكرون" صفعة قوية حينما أجبرهم على إلغاء اللقاء بسبب انتشاره بين جمهور الاحتلال.

 

وجَرَّت لجنة التواصل مع الاحتلال التابعة لمنظمة التحرير أذيال خيبتها نظرا لفشل اللقاء، ودفع رئيس لجنة التواصل محمد المدني إلى تقديم الاعتذار.

 

وأصدرت اللجنة بيانا وجهته للاسرائيليين جاء فيه: "نظرا للتطورات المؤسفة بسبب انتشار متحور كورونا، وحرصا على سلامتكم" نرجو منكم قبول اعتذارنا عن عقد اللقاء، في مقر الرئاسة، قاعة الشقيري، نتمنى لكم السلامة والصحة، وشكرا على سعة صدركم وموقفكم الإيجابي المميز"، فيما وقع على نهاية الخطاب بقوله: "أخوكم المدني".

 

ووصف المحلل السياسي صلاح حميدة تلك اللقاءات بأنها شكل من أشكال الغيبوبة السياسية المنفصلة عن الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا.

 

وأشار إلى أن سلوك السلطة هو انحدار تام نحو ما هو أسوأ، لافتا إلى أن سياسة التطبيع مع جزء من الاحتلال أثبتت فشلها الكامل فزادت من سطوة اليمين المتطرف داخل المجتمع الإسرائيلي، ولم تؤثر بأي شكل من الأشكال إيجابيًّا في السياسة العامة الإسرائيلية.

 

وشدد على تلك اللقاءات التطبيعية لم تُفِد الفلسطينيين بأي شيء في أي وقت من الأوقات، فضلان عن كونها منبوذة ومعزولة فلسطينياً، مؤكدا أن ليست ذات فاعلية سياسية نظرا لأن الأشخاص الإسرائيليون ليس لديهم أي تأثير أو صفة حقيقية في صنع القرار الإسرائيلي.

 

واعتبر أن قادة الاحتلال منذ زمن بعيد يريدون من السلطة فقط دورها الأمني، وأن كل ما يجري هو مقابل تسهيلات اقتصادية وعبث سياسي.

 

لقاءات متكررة

وكانت اللجنة قد دعت شخصيات إسرائيلية للمشاركة في مؤتمر تطبيعي في مقر المقاطعة بمدينة رام الله.

 

الدعوة الموجهة من محمد المدني مسؤول اللجنة جاء فيه: "على المناضلين لأجل السلام وحل الدولتين الاشتراك في المؤتمر الجماهيري الداعي لإنهاء الصراع في قاعة الشقيري داخل مقر المقاطعة غداً الساعة السادسة مساءً".

 

وأضافت: "سنلتقي جميعاً فلسطينيين وإسرائيليين في رام الله لإنهاء الصراع ودعم حل الدولتين، نأمل رؤيتكم مشاركين في المؤتمر دعماً لجهود تحقيق السلام ولضمان مستقبل أبنائنا وأحفادنا".

 

وهذا اللقاء ليس الأول من نوعه، إذ سبقه لقاءات عدة جمعت مسئولي السلطة بالمستوطنين وقادتهم، في استهتار واضح بمشاعر الفلسطينيين الذين لم تجف دماءهم بعد على حواجز الاحتلال وفي طرقات مدن وقرى الضفة.

 

خيانة وعمالة

وتأتي هذه اللقاءات التطبيعية في وقت تعاظمت فيه جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، فضلا عن تزايد الاستيطان بشكل وحشي خلال الفترة الماضية، بينما تحارب السلطة كل نشاط فلسطيني مناهض للاحتلال، وتغلظ عصاها على ظهر الشعب الفلسطيني الرافض للتطبيع والتنسيق الأمني.

كما تم الدعوة لعقد هذا المؤتمر الخياني بعد ساعات من اقتحام رئيس دولة الاحتلال "إسحق هرتسوغ" المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل يوم الاحد الماضي، في ظل إجراءات عسكرية مشددة، فرضتها قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالخليل.

 

وأضاء رئيس دولة الاحتلال شمعدانا في المسجد الإبراهيمي إيذاناً ببدء الاحتفال بما يسمى بعيد "الأنوار اليهودي"، برفقة قادة المستوطنين وأعضاء كنيست.

 

انتهازية ومتاجرة

وتعكس هذه اللقاءات تناقض مواقف السلطة ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية، إذ أدانت السلطة تطبيع بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال، لكنها تقيم لقاءات مستمرة مع المسئولين الإسرائيليين وعلى أعلى المستويات.

 

وهاجمت السلطة آنذاك الدول الخليجية المطبعة وتخلت عن رئاسة الجامعة العربية احتجاجاً على فشل الجامعة في إصدار بيان يدين التطبيع الخليجي، إلا أنها عادت وتراجعت بعد أيام قليلة لتعيد علاقاتها مع الاحتلال وتصمت عن مهاجمة الدول الخليجية.

إغلاق