ركوب الموجة.. هواية فتح عندما يثور الشعب ضد المحتلين

ركوب الموجة.. هواية فتح عندما يثور الشعب ضد المحتلين

الضفة الغربية – الشاهد| دفعت الهبة الشعبية المتصاعدة في الضفة الغربية ضد الاحتلال، حركة فتح لركوب موجتها بعد أن فشلت في إجهاضها، عبر الاعتقالات والسحل والقمع الذي تقوم به ضد المواطنين والمقاومين بشكل غير مسبوق منذ مايو الماضي.

وظهرت قيادة حركة فتح في قرية برقة شمال غرب مدينة نابلس الليلة الماضية، وذلك على الرغم من الاعتداءات اليومية والمناشدات التي أطلقها أهالي القرية منذ أيام طويلة لإنقاذهم من اعتداءات المستوطنين.

قيادات فتح التي أطلقت شعارات رنانة خلال تواجدها في القرية لبعض الوقت التقطت فيها الصور وأجرت فيها بعض المقابلات التلفزيونية قبل أن تغادر، يفضح فعلها ذلك ما تقوم بها أجهزتها الأمنية في الضفة والتي كان آخرها إعادة اثنين من المستوطنين الذين يقومون بالاعتداءات على المواطنين في طولكرم مساء الجمعة الماضية.

فعل متناقض

وجاءت تلك الحادثة بعد ساعات من جريمة بشعة ارتكبها المستوطنون حينما أقدموا على قتل المسنة غدير فقهاء مسالمة (63 عاما)، عن طريق دهسها عمدا بمركبة يقودها قرب بلدة سنجل شمال شرق رام الله، فضلا عن القيام بسلسلة من الجرائم والهجمات الوحشية ضد قرى وبلدات فلسطينية أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات وإلحاق خسائر مادية بممتلكات المواطنين.

فيما منعت أجهزة السلطة الجماهير الفلسطينية الغاضبة في نابلس بفعل اعتداءات المستوطنين من حرق قبر يوسف والذي يحضر اليه المستوطنون لممارسة طقوس تلمودية بكل دوري.

وانطلقت مسيرة غاضبة من أمام مخيم بلاطة شرقي نابلس بمشاركة عشرات الشبان، واتّجهت صوب قبر يوسف بمنطقة بلاطة البلد، في محاولة لإحراقه ردًّا على اعتداءات المستوطنين المتصاعدة.

وأوضحت المصادر أن أجهزة السلطة عززت تواجدها الأمني في محيط قبر يوسف وانتشرت بشكل مكثف ومنعت المواطنين من الوصول له، ودارت مواجهات بينها وبين المشاركين في المسيرة.

أين جيش السلطة؟

وتداول نشطاء مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، لأحد المواطنين من سكان برقة يقول فيه:" بنقاوم بها الشباب الموجودة بصدورنا العارية، قيادتنا ما بعرف ليش صامتة تجاه هيك وضع.. يعني عنا قوات الأمن الوطني لحماية الوطن والمواطن 90 ألف عسكري بيقبضو معاشات وينهم".

وارتفعت وتيرة اعتداءات المستوطنين خلال العام الجاري، خاصة في ظل وجود أكثر من نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس .

وسُجل منذ بداية شهر يناير/كانون ثان وحتى نوفمبر/تشرين ثان 2021، أكثر من "427" حادث اعتداء قام به المستوطنين في الضفة والقدس المحتلتين، وذلك بناء على إحصائية مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، التابع للأمم المتحدة.

استغلال رخيص

وتحاول قيادات فتح والسلطة استغلال كل حدث وطني للظهور أمام الإعلام بثوب الوطنية، بعد أن اقتنع الشعب أن اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه ما كانت لتتم لولا تواطؤ السلطة وتفرغها للتنسيق الأمني وملاحقة المقاومة بالضفة.

ومثلت معركة سيف القدس وعملية نفق الحرية أبرز المحطات الأخيرة التي تسلقت فتح عليها وهو الأمر الذي جر عليها انتقادات شعبية لاذعة.

إغلاق