وثائق سرية تكشف.. السلطة لم توقف التنسيق الأمني وملاحقتها للمقاومة ولو للحظة

وثائق سرية تكشف.. السلطة لم توقف التنسيق الأمني وملاحقتها للمقاومة ولو للحظة

الضفة الغربية- الشاهد| كشف وثائق أمنية أمريكية مسربة أن السلطة حافظت على تنسيقها الأمني خلال الفترة التي أعلنت فيها وقفه.

وسُربت وثائق أمريكية أمنية عبر منصات التواصل الاجتماعي، في حين أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تحقيقاتٍ بشأن هوية مسربي الوثائق الأمنية.

وضمّنت إحدى الوثائق قراءة أمنية للوضع الأمني في الضفة الغربية بعد قمة العقبة، والتي رافقتها عملية نفذتها المقاومة في حوّارة والذي أتبعها هجوم كبير للمستوطنين.

وكشفت الوثيقة أن العمليات التي تنفذها أجهزة السلطة وأجهزة الاحتلال ما زالت مستمرة لتحديد أماكن المسلحين على عكس ما كان يظهره مسؤولون في السلطة في ذلك الحين.

وتبيّن أن التسريبات تغطّي كذلك نطاقًا واسعًا من الملفات الأمنية، وتشمل، من بين أمور أخرى، الصين، والاتحاد الأوروبي، وكذلك الملف الفلسطيني، وأدوار إسرائيل في الحرب الأوكرانية.

وتعود الوثيقة إلى تاريخ الثامن والعشرين من فبراير/شباط الماضي، أي بعد يومين من قمة العقبة.

وتأتي هذه الوثائق في ظل زعم السلطة توقف التنسيق الأمني بسبب مجازر الاحتلال في خطوة اعتبرها الكثيرون من أجل امتصاص غضب الفلسطينيين عقب جرائم الاحتلال الدموية في جنين ونابلس.

اختبار للسلطة  وأجهزتها الأمنية

قالت القناة الـ12 العبرية إن الاحتلال الإسرائيلي اقترح السماح للسلطة بفرض سيادتها على إحدى المدن بالضفة ومحاربة المقاومة وفي حالة نجاحها فسيتم توسيع المقترح لمناطق أخرى.

وبحسب القناة فإن نتنياهو قدّم المقترح للعاهل الأردني خلال زيارته لعمان قبل حوالي شهرين.

واعتبر "نتنياهو" بحسب القناة المقترح بمثابة اختبار لأجهزة السلطة في محاربة المقاومة.

وينص المقترح على تسليم الاحتلال للسلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية الكاملة عن إحدى مدن "طولكرم، قلقيلية" شمال الضفة، وبموجبه يمتنع الاحتلال عن اقتحامها لفترة معينة.

 وحال نجاح السلطة في السيطرة على الأوضاع ومكافحة المقاومة المسلحة فسيتم الذهاب بذات النموذج إلى المدن "الأعقد" وهي نابلس وجنين.

السلطة تسلم المقاومين

كشفت مصادر مطلعة من داخل السلطة الفلسطينية عن أن وفد السلطة الذي شارك في لقاء العقبة، قدم كشفاً جديداً محدَّثاً بأسماء المقاومين الذين يحملون السلاح في الضفة، وهو ما مكّن قوّات الاحتلال، من اغتيال واعتقال عدد منهم من مدينتَي نابلس وجنين، وعلى رأسهم نضال خازم ويوسف شريم، واللذان وُصفا بأنهما من "أكثر المسلّحين خطورة" في جنين.

ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن تلك المصادر قولها إن حسين الشيخ عرض، خلال الاجتماع، تقريراً يبيّن "الجهود الكبيرة" التي بذلتْها السلطة الشهر الماضي لمحاصرة العمل المسلّح في الضفة، بما في ذلك "السيطرة المعلوماتية" التي باتت لديها حول مَن يحملون السلاح، وخاصة في مناطق جنين ونابلس شمال الضفة.

 وأشارت المصادر الى أن الشيخ وفرج عقدا بعد عودتهما من لقاء شرم الشيخ اجتماعات عدّة مع رئيس السلطة محمود عباس، وقادة الأجهزة الأمنية استعداداً للمرحلة المقبلة التي تعهّدت رام الله بالعمل على تهدئة الأوضاع في خلالها، ومنْع أيّ تفجُّر أمني في شهر رمضان خصوصاً.

مصادر في السلطة، فإن أمين سرّ "اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير" حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامّة ماجد فرج، أطْلعا عباس على مجريات القمّة الأخيرة، مبلغَين إيّاه أن الإدارة الأميركية تَطلب خطوات عملية من السلطة لمواجهة تصاعُد العمل المسلّح في الضفة الغربية.

ونقل الشيخ لعباس "أن هناك تفهّماً للموقف الفلسطيني من قِبَل مختلف الأطراف المشارِكة" عدا حكومة الاحتلال، موضحاً أن "إسرائيل ترفض إعطاء أيّ تعهّدات للفلسطينيين لأنها لا تضْمن قدرة السلطة على ضبْط الأوضاع في الضفة، وتريد من رام الله بذْل مزيد من الجهود في هذا الاتّجاه".

كما عقدا اجتماعاً غير معلن مع قادة أجهزة أمن السلطة لمطالبتهم ببذل المزيد من العمل الأمني في الضفة، حيث أكد الشيخ على ضرورة "تكثيف الجهد المعلوماتي والميداني، وجمْع السلاح من الضفة، إضافة إلى تشديد الملاحقة على كلّ شخص يحمل السلاح".

ونوهت المصادر الى أن اجتماعاً آخر سيُعقد في شرم الشيخ مطلع الشهر المقبل بين الفلسطينيين والإسرائيليين والأردنيين والمصريين والأميركيين، استكمالاً للقاءَي العقبة وشرم الشيخ، ولبحث آخر التطوّرات الأمنية في الضفة واستكمال العمل على خطّة السيطرة على الوضع في الضفة الغربية.

إغلاق